انهارت الأسهم الآسيوية لقيعان أربع سنوات في تداولات الأربعاء بفعل عودة أسعار النفط للانخفاض الحاد، ما أدى إلى خسائر عميقة في أسهم الطاقة حول العالم، وقد تدهور مؤشر نيكي الياباني 3.80% إلى 16،405، بينما تخلى مؤشر ستاندر آند بورز لأستراليا عن 1.26%، وهوى مؤشر كوزبي لكوريا الجنوبية 2.30%، في حين انزلق مؤشر هانج سنج لهونج كونج 3.41%، ولكن في المقابل كانت خسائر مؤشر شانغهاي الصيني أكثر محدودية بفضل إجراءات التحفيز النقدي والاستثماري المعلن عنها من قبل الحكومة والبنك المركزي، ما حجم خسائر الأسواق الصينية لما دون الـ 1%.

استأنفت أسعار النفط رحلة انخفاضها والتي لا تبدو أي نهاية لها في الأفق، عقب أن حذرت منظمة الطاقة العالمية أن الأسواق ستكون "مغمورة في الفائض الإنتاجي" في عام 2016 بتأثير عودة إيران للسوق العالمي والغربي تحديدا عقب رفع العقوبات النووية، وقد أرسل التحذير أسعار الخام الأمريكي لقاع 12 عام جديد عند 27.55 دولار للبرميل، قبل تداوله أخيرا عند 27.68 دولار بخسارة 2.7% لليوم، ويأتي هذا عقب أن سجل الخام خسارة ثقيلة أخرى بـ 3.26% البارحة.

هوت العقود الآجلة لخام برنت 2% إلى 28.13 دولار، غير بعيدة عن قاع 12 عام آخر لها، قبل تداولها عند 28.27 دولار بخسارة خمسين سنتا لليوم، عقب تسجيل الخام لربح بـ 0.7% البارحة.

تخلت الأسهم الأمريكية عن كل أو معظم أرباحها في نهاية تداولات جلسة الثلاثاء بتأثير تدهور قطاع الطاقة، ليغلق مؤشر نازداك منخفضا 11 نقطة، أو 0.26% عند 4،476، بينما سجل مؤشر ستانر آند بورز ربحا بنقطة واحدة فقط، منتهيا عند 1،881، وأغلق مؤشر داو جونز مرتفعا 27 نقطة، أو 0.17% عند 16،016.

تسارع الين صعودا بفضل تزاحم المستثمرين على شراء الملاذ الآمن في خضم اضطرابات الأسواق العالمية، لتقفز العملة اليابانية 0.76% أمام الدولار إلى 116.71، بينما تقدم الين 0.32% أمام اليورو ليتداول عند 127.88، ووثب إلى قمة سنتين أمام الجنيه الاسترليني المتهالك عند 165.16 بربح ممتاز بـ 0.85%.

أخذ الجنيه الاسترليني ضربة قاسية عقب أن قال محافظ البنك الإنجليزي مارك كارني في تصريحات له أنه لا يحتفظ بأي جدول زمني محدد لرفع أسعار الفائدة، لتلمح تصريحاته لعدم وجود أي تعجل لمساندة الجنيه، ما دفعه إلى أضعف مستوياته منذ مارس 2009 أمام الدولار عند 1.4141، قبل تداوله أخيرا عند 1.4156، وتهاوى الجنيه لقاع عام أمام اليورو عند 0.7743 بخسارة 0.45% لليوم.

ينتظر المستثمرون اليوم حزمة من البيانات الاقتصادية، من أهمها مؤشر سعر المستهلك الشهري للولايات المتحدة، من المخمن بقاؤه بلا تغيير في ديسمبر تماما مثل قراءة نوفمبر، بينما في كندا، من المتوقع ارتفاع مبيعات التصنيع بـ 0.5% شهريا في نوفمبر، أفضل بكثير من انخفاض أكتوبر بـ 1.1%، ما قد يساعد الدولار الكندي في الابتعاد عن قيعانه السنوية الحالية.