تعافت أسعار النفط من قيعان سبعة أعوام، حيث يغلق المستثمرون وضعيات البيع بانتظار قرار البنك الفدرالي الأمريكي غداً بخصوص أسعار الفائدة، لتتداول العقود الآجلة لخام برنت عند 38.04 دولار للبرميل، عقب هويّها البارحة إلى 36.76 دولار، قريبة بشكل خطر من قيعان 11 سنة، كما تداولت العقود الآجلة لخام تكساس الأمريكي عند 36.25 دولار للبرميل، بعد تعافيها بـ 2.0% البارحة من قاع 34.53 دولار؛ ولكن من المتوقع أن تستمر أسعار النفط في التحرك تحت ضغوط حادة، بتأثير استمرار تخمة الأسواق من ارتفاع العرض، خاصة عقب أن تضخ إيران المزيد بعد انجلاء العقوبات الاقتصادية المرتبطة ببرنامجها النووي، ومما زاد الأمور سوءاً لمصدري النفط، اعتدال فصل الشتاء هذا العام لنصف الكرة الأرضية الشمالي، ما قلل الحاجة لطاقة التسخين، والذي بدوره قلل الطلب في وقت تغرق فيه الأسواق بالبترول والغاز.

سجلت الأسهم الآسيوية نتائج مختلطة، ففي حين يسعد المستثمرون بتعافي أسعار النفط، يظلون في قلق من مستقبل اتجاهات هذه الأسعار ومستوى التعافي، ليقود مؤشر نيكاي الياباني المتراجعين، خاسراً 1.36%، متأثراً بشكل خاص بارتفاع الين الأخير، والذي يؤثر سلباً على المصدرين، وتداول المؤشر الصيني سي.إس.آي 300 لكبرى شركات شانغهاي وشنتشن عند مستوى إغلاقه السابق عند 3,711، كما تقدم مؤشر كوزبي الكوري 0.14%، وفي المقابل، تراجع مؤشر ستاندر آند بورز لأستراليا 0.39%، كما تخلى مؤشر نيفتي الهندي عن 0.15%.

أغلقت الأسهم الأمريكية بارتفاع يوم الاثنين، حيث يعتبر المستثمرون قرار رفع الفائدة المرتقب غداً كختم إيجابي على قوة الاقتصاد الأمريكي وتعافيه من الأزمة المالية، ليغلق مؤشر داو جونز بربح 103 نقطة، أو 0.60% إلى 17,368، كما صعد مؤشر نازداك 18 نقطة، أو 0.38% إلى 4,952، وحظى مؤشر ستاندر آند بورز بعشر نقاط، أو 0.48% إلى 2,021.

استمر الدولار في التداعي في تداولات الثلاثاء، ليتراجع مؤشره 0.26% إلى 97.49، متعرجاً بعيداً عن قمة 12 عام تم لمسها في أول الشهر عند 100.60، حيث سعرت الأسواق احتمالية رفع الفائدة بالفعل داخل التداولات، ولكن يقلق مستثمري الدولار من مستوى سرعة رفع الفائدة في المستقبل، والذي من المتوقع أن يكون متدرجاً وبطيئاً، ليخسر الدولار 0.26% أمام اليورو إلى 1.1021، ليتداول قريباً من قاع ستة أسابيع لمسه البارحة، كما تقهقر 0.16% أمام الجنيه الاسترليني إلى 1.5168، وهبط الدولار 0.13% أمام الين إلى 120.87، ليتداول قريباً من قاع ستة أسابيع آخر عند 120.34.

ينتظر المستثمرون اليوم حزمة من البيانات، فمن المملكة المتحدة، مؤشر سعر المستهلك لنوفمبر من المتوقع ارتفاعه بـ 0.1% مقارنة بعام سابق، والذي يمثل نتيجة إيجابية للجنيه الاسترليني عقب شهرين متواليين من التضخم السلبي.

من الولايات المتحدة، مؤشر سعر المستهلك لنوفمبر من المخمن نموه بـ 0.5% بشكل سنوي، أفضل بكثير من نمو أكتوبر بـ 0.2%، ما قد يجعل مهمة الفدرالي الأمريكي في رفع الفائدة أيسر وأسهل في التبرير.