افتتح الين الياباني الأسبوع بانطلاقة عنيفة للأعلى، عقب اجتماع لصانعي السياسة النقدية من أكبر عشرين اقتصاد بالعالم في شانغهاي، والذي وضع المستثمرون آمالا عليه لإخراج خطط من نوع محدد لمقاومة التباطؤ الاقتصادي العالمي الحالي وإعادة إنعاش النشاط التجاري، ولكن في المقابل، أصدرت المجموعة بعض التصريحات الخاوية بدون الإعلان عن أي إجراءات منسقة بين الدول، ما أحبط العديد وساهم في انخفاض ملحوظ للأسهم الآسيوية اليوم.
ورغم أن رئيس البنك المركزي الصيني اجتهد في طمأنة الأسوق المالية من ناحية استعداد البنك لتوسيع وتمديد إجراءات تحفيزه النقدي لإنعاش الاقتصاد المحلي والإقليمي، إلا أن نظيره الألماني عاكس هذا برفضه لتوسيع إجراءات التيسير الكمي الحالية، مفضلا التركيز على الإصلاحات البنوية في السياسات المالية والنقدية لإعادة الاقتصاد العالمي على الطريق الصحيح، بدلا من ضخ كميات غير محدودة من الأموال في الأسواق كما هو الوضع حاليا.
وثب الين قرب الواحد في المئة أمام نظيره الأمريكي ليتداول عند مستوى 112.97، بينما حظى بتقدم ملحوظ أمام الجنيه الاسترليني المتهالك أيضا، رابحا 0.90% ليحوم حول مستوى 156.75، وننتقل لأوروبا القارية، حيث عاني اليورو أيضا من خسائر فادحة أمام عملة الملاذ الآمن الآسيوية، منهارا أكثر من 0.80% ليتداول عند 123.58.
تقهقر مؤشر نيكي الياباني للبورصة ربع نقطة في المئة حيث يؤدي الين القوي إلى تقليل تنافسية ونجاح المصدرين اليابانيين بالخارج، بينما كان مؤشر شانغهاي الصيني الخاسر الأكبر في آسيا، متهاويا قرب الخمسة في المئة بفعل مخاوف متجددة حيال تباطؤ الاقتصاد، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأخيرا، لم تتحرك الأسهم الأسترالية بعيدا عن مستويات إغلاقها السابقة لليوم.
أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية تداولات الجمعة بنتائج مختلطة، وأتى هذا عقب حزمة من البيانات بالغة الإيجابية من الولايات، والتي أظهرت أكبر ارتفاع في التضخم الجوهري في أربع سنوات، بينما تم تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من 2015 إلى واحد في المئة من 0.7%، وهو أمر إيجابي للشركات والاقتصاد الأمريكي، ولكن قد يعني هذا أن البنك الفدرالي المركزي قد يعود إلى خطته السابقة لرفع معدلات الفائدة تدريجيا هذا العام.
خسر مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من خمسين نقطة بقليل، أو 0.34% ليغلق عند مستوى 16,639، بينما من الناحية المناقضة، ارتفع مؤشر نازداك المجمع، وهو ممتلئ بشركات التقنية خاصة، حوالي ثماني نقاط، أو 0.18% لينتهي عند مستوى 4,590، ونهاية، تخلى مؤشر ستاندر آند بورز عن حوالي أربع نقاط، أو 0.19% ليغلق الأسبوع عند مستوى 1,984.
ينتظر المستثمرون حزمة من البيانات الهامة اليوم، فمن ألمانيا، من المتوقع نمو مبيعات التجزئة في يناير شهريا بـ 0.3%، مقارنة بانكماش مبيعات ديسمبر بـ 0.2%، ما سيكون إيجابيا لألمانيا، اكبر اقتصاد بأوروبا، ولمجمل اقتصاد منطقة اليورو وعملته المشتركة.
نعبر المحيط الأطلسي للولايات المتحدة، حيث من المتوقع وثب مبيعات المنازل القائمة بـ 0.6% شهريا في يناير، أفضل بكثير من نمو ديسمبر المحدود بـ 0.1%، ما سيؤكد على حيوية وانتعاش قطاع البناء والمنازل في أكبر اقتصاد بالعالم، ما قد يدفع البنك الفدرالي لرفع أسعار الفائدة هذا العام، داعما الدولار.