سجل الدولار الأمريكي خسائر ملحوظة في تداولات الجمعة أمام المنافسين الرئيسيين له بتأثير استمرار العملات الأخرى في الانتعاش والابتعاد عن قيعان هذا الأسبوع، بينما ينتقل انتباه المستثمرين حاليا لمحادثات مجموعة العشرين والتي بدأت اليوم في شانغهاي، حيث يأمل البعض في إجراءات منسقة بين أكبر اقتصادات العالم لمواجهة تباطؤ النمو العالمي الحاد هذا العام، ولكن لا يبدو وكأن هناك أي مجال لهكذا تعاون حاليا في خضم انشغال كل دولة بمشاكلها الخاصة.

وقد قال رئيس البنك المركزي الصيني في تصريحات له أن هناك مساحة زائدة لتوسيع التيسير المالي وإجراءات التحفيز النقدي لإنعاش الاقتصاد، في محاولة منه لطمأنة أسواق البورصة المحلية والتي انهارت ستة في المئة في يوم الخميس، ولكن في المقابل، قال رئيس البنك المركزي الألماني أنه من الأفضل التركيز على القيام بإصلاحات بنيوية للسياسات المالية والنقدية، لأن البنوك المركزية حول العالم بدات في استنفاد كل ما في وسعها لاجل تحفيز الاقتصاد عقب سنوات من إجراءات التيسير الواسعة المكثفة.

انخفض مؤشر الدولار، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام مجموعة من المناظرين الرئيسيين، 0.30% إلى قاع أربعة أيام عند 97.16، مبتعدا بثبات عن قمة ثلاثة أسابيع تم لمسها في منتصف الأسبوع عند 97.92، بينما تقدم اليورو 0.40% أمام منافسه الأمريكي ليحوم حول مستوى 1.1061، ولكن كانت الأرباح محدودة بتأثير توقعات المحللين بتوسيع البنك المركزي الأوروبي لبرنامجه تيسيره النقدي في اجتماعه القادم بمارس.

صعد الجنيه الاسترليني لليوم الثاني كذلك أمام العملة الخضراء ليتداول عند مستوى 1.3993 بربح 0.21% لليوم، مبتعدا عن حضيض السبعة أعوام والتي تم لمسه يوم الأربعاء السابق عند 1.3881 بتأثير تعاظم مخاوف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في استفتاء شعبي مجدول في شهر يونيه القادم.
 
في سياق مناقض، سجلت عملات الملاذ الآمن خسائر في تداولات اليوم بتأثير عودة شهية المخاطرة للانتعاش بشكل حذر، لينخفض الين الياباني 0.32% أمام الدولار، متداولا عند مستوى 112.62، بينما بشكل مماثل، هبط الفرنك السويسري 0.26% ليحوم حول مستوى 0.9877، مقتربا من قاع أسبوع تم لمسه يوم الأربعاء عند 0.9848، وقد عانى الفرنك من التداول تحت مستوى الواحد أمام الدولار في الفترة الأخيرة بتأثير إجراءات التحفيز الواسعة من قِبل البنك المركزي الأوروبي وبنك سويسرا المركزي كذلك.

عكست أسعار النفط من اتجاهها البارحة، لتستعيد كل ما خسرته في بداية اليوم وتسجل ربحا كبيرا بثلاثة في المية في نهاية الجلسة، لتحافظ اليوم على معظم هذه المكاسب، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت عشرين سنتا فقط، او 0.57% لتتداول عند 35.09 دولار للبرميل، بينما تخلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي عن 7 سنت، أو 0.21% لتعود إلى مستوى 33.00 دولار للبرميل.

ينتظر المستثمرون سلة من البيانات الأمريكية الهامة اليوم، فمن المتوقع انخفاض القراءة الثانية لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من 2015 إلى 0.4% سنويا، مقارنة بالقراءة الأولية بـ 0.7%، ما يشير إلى مدى الضغوط الحادة الموضوعة على الاقتصاد الأمريكي، ما سيكون سلبيا للدولار.

من الناحية الأخرى مع ذلك، من المتوقع ارتفاع الإنفاق الشخصي الأمريكي بـ 0.3% شهريا في يناير، أفضل من قراءة ديسمبر الصفرية، ما سيكون إيجابيا إلى حد ما للإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة في الربع الحالي من العام، وللعملة الخضراء كذلك.