هوت مؤشرات الأسهم الصينية في تداولات الخميس بفعل مخاوف المستثمرين حيال النمو الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، والذي يمر حاليا بعملية تحول من اقتصاد مبني على الاستثمار والتصدير إلى اقتصاد مبني على الاستهلاك المحلي مثل دول العالم الأول، وتأتي الخسائر الأخيرة قبيل اجتماع دول العشرين في شانغهاي لمناقشة السياسات المالية حول العالم وفرص التعاون والتوفيق بينهم لحل المشكلات المعروضة حاليا.
انخفض مؤشر شانغهاي الصيني 4.11% ليتداول عند 2,809، بينما من الناحية الأخرى من بحر الصين، نجد قصة مختلفة تماما، حيث قفز مؤشر نيكي الياباني 1.41% إلى ما فوق مستوى الـ 16,000 مجددا، مستفيدا من تراجع الين الأخير، والذي يرفع من منافسة وأرباح المصدرين اليابانيين بالخارج، بينما في سياق آخر، سجلت مؤشرات الأسهم الأسترالية ربحا صغيرا بـ 0.13% اليوم عقب لمسها لقاع تسعة أيام في بداية تداولات الجلسة.
تعافت مؤشرات الأسهم الأمريكية بأريحية في تداولات الأربعاء عقب بداية سلبية لليوم، مدعومة بانتعاش أسعار النفط المتاخر، ليغلق مؤشر داو جونز الصناعي بارتفاع 53 نقطة، أو 0.32% عند مستوى 16،484، بينما وثب مؤشر نازداك المجمع 39 نقطة، أو 0.87% إلى مستوى 4،542، ما جعله الرابح الأكبر لليوم، وفي سياق مواز، تقدم مؤشر ستاندر آند بورز ثماني نقاط، أو 0.44% لينتهي عند 1,929.
ارتفعت أسعار النفط حوالي واحد في المئة في نهاية تداولات البارحة عقب إظاهر تقرير ارتفاع استخدام وطلب البنزين بـ 5% سنويا في الأربعة أسابيع الأخيرة، ما خفف من مخاوف المستثمرين حيال استمرار ارتفاع مخزونات النفط الخام لقمم جديدة في الأسابيع السابقة، كما يدفعهم للأمل بأن الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، سيرتفع بشكل يناسب العرض قريبا، ما سيعيد التوازن للأسواق ويدعم الأسعار المتهالكة حاليا.
تقهقرت العقود الآجلة لخام برنت في تداولات اليوم بـ 4 سنت، أو 0.12% لتتداول عند 34.37 دولار للبرميل حيث يأخذ المضاربون أرباح ارتفاع البارحة، بينما بشكل مماثل، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي 5 سنت، أو 0.15% لتحوم حول مستوى 32.05 دولار للبرميل، مبتعدة بثبات عن مستوى الثلاثين دولار الهام.
بالنسبة لأسواق العملات، فقد استمر اليورو في التعافي أمام الدولار ليتداول أخيرا عند مستوى 1.1034 بربح 0.20% لليوم، عقب تراجعه لقاع ثلاثة أسابيع البارحة عند 1.0955، ومن الناحية الأخرى، انخفض الين الياباني 0.10% أمام نظيره الأمريكي ليحوم حول مستوى 1.1227، بينما لم يبتعد الجنيه الاسترليني عن مستوى إغلاقه السابق أمام الدولار عند 1.3929، غير بعيد عن حضيض سبع سنوات تم لمسه البارحة بتأثير مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ينتظر المستثمرون سلة من البيانات الهامة اليوم، فمن بريطانيا، القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي من المتوقع إظهارها لنمو فصلي بـ 0.5% في الربع الرابع من 2015، وهي نفس نتيجة القراءة الأولى، ولكن هذا لن يكون كافيا لدعم الجنيه الاسترليني الذي يعاني حاليا من ضغوط حادة على جميع الجبهات.
من الولايات المتحدة، من المخمن ارتفاع دعاوى البطالة في الأسبوع السابق إلى 271 ألف، مقارنة بقراءة الأسبوع الأسبق بـ 262 ألف، ولكن ستظل بعيدة عن مستوى الـ 300,000، ما سيكون إيجابيا بشكل إجمالي لسوق العمل الأمريكي والعملة الخضراء.