توجهت أسعار النفط للأسفل في تداولات الأربعاء عقب تصريحات لوزير النفط السعودي علي النعيمي، نافيا فيها أي احتماليات لتخفيض الإنتاج من قِبل أهم الدول المنتجة حول العالم، ما أحبط المستثمرين حيال أي حل قريب واقعي لحل مشكلة الفيض الإنتاجي الكبير في الأسواق حاليا، بالتوازي مع انكماش الطلب في بعض الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية، او تباطؤ نموه في معظم الدول الأخرى، ما يعمق من عدم التوازن في الأسواق ويوسع من خسائر شركات الطاقة العالمية.

على النعيمي قال أيضا أنه يتوقع دخول المزيد من الدول المنتجة لاتفاق تجميد الإنتاج عند مستويات يناير والتي تم الاتفاق عليه الأسبوع السابق بين السعودية وفنزويلا وقطر وروسيا، ولكنه في المقابل لا يتوقع دخول إيران في الاتفاق لرفضهم تجميد إنتاجهم عند مستويات فترة العقوبات الدولية، حيث يؤكدوا دائما على عزمهم على استعادة حصتهم السوقية السابقة.

تخلت العقود الآجلة لخام برنت عن 45 سنت، أو 1.35% لتتداول عند 32.82 دولار للبرميل، مقتربة من المستوى النفسي الهام الثلاثين دولار مجددا، بينما تهاوت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي سبعين سنتا، او 2.25% لتحوم حول مستوى 31.15 دولار للبرميل، ماحية مكاسبهم الواسعة في يوم الاثنين.

سجلت الأسهم الآسيوية خسائر ملحوظة عقب انخفاض النفط، ليتراجع مؤشر نيكي الياباني أكثر من واحد في المئة إلى ما دون مستوى 16,000 من جديد، بينما انهارت الأسهم الأسترالية 2.10% لقاع أسبوع، وفي سياق مواز، خسر مؤشر شانغهاي الصيني 0.71%، بينما سجل مؤشر كوزبي لكوريا الجنوبية خسارة صغيرة بـ 0.24%.

استغلت الملاذات الآمنة التقليدية حول العالم التوتر في الأسواق لتسجل أرباحا، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب ستة دولارات، أو 0.50% لتتداول عند 1,228 دولار للأوقية، مقتربة من قمة عام عند 1,262 دولار، بينما في سياق مواز، صعدت العقود الآجلة للفضة 6 سنت، أو 0.40% لتحوم حول مستوى 15.30 دولار للأوقية، وفي سياق مناقض، هوت أسعار المعدن الصناعي النحاس 1.19$ إلى 2.076 دولار للرطل.

وثب الدولار لقمة سبعة أعوام جديدة أمام الجنيه الاسترليني عند 1.3978 بمكسب 0.31% لليوم، حيث تستمر موجات البيع على الجنيه بتأثير مخاوف المستثمرين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما لم يتحرك اليورو بعيدا عن مستوى إغلاقه السابق أمام العملة الخضراء عند 1.1018، وصعد الين 0.31% أمام منافسه الأمريكي ليحوم حول مستوى 111.75.

ينتظر المستثمرون حزمة من البيانات الأمريكية الهامة لاحقا في اليوم، حيث من المتوقع انخفاض مبيعات المنازل الجديدة في يناير إلى 5.22 مليون بيت سنويا، أقل بكثير من قراءة ديسمبر بـ 5.44 مليون، ما سيكون سلبيا للولار ولقطاع المنازل في أكبر اقتصاد بالعالم.

مخزونات النفط الخام الأمريكية من المخمن ارتفاعها مجددا في الأسبوع السابع بـ 2.0 مليون برميل، مضافة إلى ارتفاع القراءة السابقة بـ 2.1 مليون، ما سيضع المزيد من الضغوط على أسعار الخام المتهالكة للانزلاق لما دون الثلاثين دولار وقرب قاع عدة سنوات.