سجلت الملاذات الآمنة حول العالم أرباحا جيدة في تداولات الثلاثاء بفضل عودة شهية المخاطرة للانخفاض والتدهور في الأسواق بتأثير تراجع أسعار النفط، والذي أدى بالتالي لانخفاض أسواق الأسهم الآسيوية عقب ارتفاع ممتاز يوم الاثنين، وقد استفاد من كل هذه الاضطرابات الين الياباني والمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، بالإضافة إلى سندات الخزينة الأمريكية والتي قفزت عاليا اليوم، ما أدى إلى تدهور العائدات سواء لسندات العامين أو الخمسة أو العشرة.

قفز الين إلى قمة 11 يوم أمام الدولار عند 112، قبل تراجعه قليلا ليحوم حول مستوى 112.35 بربح نصف في المئة لليوم، بينما وثبت العملة اليابانية لقمة ثلاث سنوات جديدة أمام اليورو المتهالك عند مستوى 123.72، بمكسب نصف في المئة أيضا، وفي سياق مواز، ارتفع الين 0.80% أمام الجنيه الاسترليني المتهاوي ليتداول حول مستوى 158.59، وهي قمة عدة سنوات كذلك.

وثبت أسعار النفط قرب السبعة في المئة البارحة بفعل آمال انخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة حيث بدأت العديد من الشركات الصغيرة والمتوسط الحجم في إعلان إفلاسها وتوقيف إنتاجها، ما قد يؤد إلى تخفيف الفائض الإنتاجي الهائل الذي يغرق الأسواق الآن، ولكن في سياق مناقض، عادت الأسعار للتدهور الآن بسبب مخاوف المتداولين من أن إيران سترفع من إنتاجها كما وعدت، ما سيعوض من انخفاض الإنتاج الأمريكي ويؤدي إلى استمرار الفائض وعدم التوازن.

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنت، أو 1.90% لتعود إلى مستوى 34.03 دولار للبرميل، بينما هوت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي سبعين سنتا، أو أكثر من اثنين في المئة لليوم، ما أدى إلى انكماش الربح الأسبوعي ولكن يظل كبيرا إلى حد ما للآن بفضل أرباح البارحة الواسعة.

سجلت أسواق الأسهم الآسيوية خسائر ملحوظة في تداولات الثلاثاء كذلك بالتوازي مع أسعار النفط، حيث يغلق المضاربون وضعيات الشراء الخاصة بهم لتجميع أرباح البارحة، ليخسر مؤشر شانغهاي الصيني 1.21%، بينما تخلت الأسهم الأسترالية عن 0.43%، كما تقهقر مؤشر نيكي الياباني 0.27% ليتداول عند مستوى 16,067، كما انزلق مؤشر كوزبي لكوريا الجنوبية 0.28%، ونهاية، تهاوت أسهم هونج كونج أكثر من واحد في المئة.

أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية بمكاسب معتبرة يوم الاثنين، مدعومة بقوة بأسهم الطاقة المتوثبة بفضل تعافي وانتعاش أسعار النفط، ليغلق مؤشر داو جونز بارتفاع 228 نقطة، أو 1.40% عند 16,620، بينما وثب مؤشر نازداك المجمع 66 نقطة، أو 1.47% لينتهي عند مستوى 4,570، ونهاية، صعد مؤشر ستاندر آند بورز 500 بحوالي 27 نقطة، أو 1.45% إلى 1,945.

ينتظر المستثمرون حزمة من البيانات الهامة من أوروبا وأمريكا الشمالية اليوم، حيث من المتوقع إظهار القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الألماني للربع الرابع من العام الأخير لنمو 0.3% مقارنة بالربع السابق، ما يتماشى مع القراءة الأخيرة للناتج المحلي، وهي نتيجة جيدة للعملة المشتركة واقتصاد منطقة اليورو إجمالا.

من الولايات المتحدة، من المخمن انخفاض مبيعات المنازل القائمة إلى 5.37 مليون بشكل سنوي في يناير، مقارنة بقراءة فبراير بـ 5.46 مليون منزل مبيع، ما سيكون سلبيا للعملة الخضراء وعلامة سلبية لقطاع البناء والمنازل في اكبر اقتصاد بالعالم.