استمرت الأسهم اليابانية في رحلتها البائسة للأسفل، مهتزة من الارتفاع الحاد المفاجئ في قيمة الين والذي يؤثر بالتالي على تنافسية الشركات المصدرة في اليابان بالخارج كما يقوم بتحجيم أرباحهم، ويتزاحم المستثمرون على شراء العملة اليابانية الآن كملاذ آمن من اضطرابات الأسواق العالمية، خاصة في أوروبا حيث يستمر قطاع البنوك في التدهور.
أعلن بنك سوسيتيه جنرال الأوروبي عن أرباح محبطة للربع الرابع من عام 2015، ليضاف إلى الأرباح السيئة التي أعلن عنها بنك دويشته سابقا، ما أدى إلى انهيار أسهم قطاع البنوك في أوروبا بـ 6.3% يوم الخميس، وتواجه البنوك حول العالم تحديات صعبة بسبب اتجاه العديد من البنوك المركزية إلى وضع ما يشبه الضريبة على ودائعهم معها، أو ما يقال عنه المعدلات السالبة للفائدة، ما يؤثر سلبا في الميزانيات العمومية لهذه البنوك.
هوى مؤشر نيكي الياباني حوالي خمسة في المئة لأضعف مستوى له في 16 شهر، متجها لخسارة أسبوعية هائلة بأكثر من 11%، ما ستكون الأكبر منذ خضم الأزمة العالمية المالية الأخيرة في 2008، بينما تخلت الأسهم الأسترالية عن 1.16%، وانخفض مؤشر كوزبي لكوريا الجنوبية 1.40% لأسوأ مستوياته منذ أغسطس الماضي.
أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية بخسائر عميقة حيث عجزت شهادة رئيسة البنك الفدرالي جانيت يلين أمام الكونجرس عن تهدئة الأسواق، بتأكيدها على عزم البنك في الاستمرار في خطته للرفع التدريجي لأسعار الفائدة في 2016، ما أحبط العديد من المستثمرين، ولكن في سياق آخر، أشارت يلين إلى استعداد البنك للانتظار في حالة إن ساءت الأوضاع بشكل أكثر من اللازم على مدار العام.
خسر مؤشر داو جونز 254 نقطة، أو 1.60% ليغلق عند 15,660، بينما انزلق مؤشر ستاندر آند بورز 22 نقطة، أو 1.23% إلى 1,829، وهو قاع حوالي عامين، بينما كانت خسائر مؤشر نازداك المجمع أكثر محدودية، مدعوما بقفزة 5% لأسهم شركة تيسلا للسيارات الكهربائية، لينتهي المؤشر متراجعا 16 نقطة، أو 0.39% فقط عند 4,266.
وثبت أسعار النفط في تداولات اليوم عقب تصريحات من وزير نفطي في أوبك، والتي أثارت آمال التعاون بين المنتجين لخفض كميات الإنتاج ودعم الأسعار، لتضيف العقود الآجلة لخام برنت 1.38 دولار، أو 4.57% إلى 31.45 دولار للبرميل، بينما قفزت العقود الآجلة للخام الأمريكي 4.62%، أو 1.20% إلى 27.41 دولار للبرميل.
ينتظر المستثمرون حزمة من البيانات الهامة اليوم، فمن منطقة اليورو، من المتوقع نمو الناتج الصناعي شهريا بـ 0.3% في ديسمبر، عقب انكماشه بشكل حاد في نوفمبر بـ 0.7%، ما سيكون إيجابيا لليورو.
من الولايات المتحدة، من المخمن ارتفاع مبيعات التجزئة في يناير بـ 0.1% شهريا، عقب انخفاضها 0.1% في ديسمبر، ما سيكون إيجابيا للاقتصاد والعملة الخضراء.