حاول الدولار بصعوبة استعادة بعض خسائره العميقة التي مُني بها في الأيام الأخيرة عقب حزمة من البيانات السلبية والتي أظهرت تباطؤ النمو بشكل حاد في قطاع الخدمات الأمريكي، بينما استمر قطاع التصنيع في الانكماش، وفي سياق مماثل، انخفضت طلبيات المصانع للشهر الثاني على التوالي، بينما ارتفعت دعاوى البطالة للأسبوع السابق بأكثر من المتوقع، ما أثار مخاوف البعض من ضعف محتمل في تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر صدوره اليوم.
الاضطرابات العالمية وتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من العام الأخير أدوا إلى تغيير التوقعات حيال قيام البنك الفدرالي الأمريكي برفع الفائدة، حيث تضع الرهانات نسبة بأقل من 50% لرفع واحد للفائدة هذا العام، وقد أشار ويليام دودلي في حوار له، وهو أحد أعضاء لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي، إلى أن البنك مستعد لإبقاء أسعار الفائدة بلا تغير في خضم توترات الأسواق الحالية حتى تتضح الأمور.
مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس أداء العملة أمام سلة من أهم العملات المنافسة، ارتفع بصعوبة بـ 0.17% إلى 96.68، عقب انهياره واحدا في المئة البارحة لقاع ثلاثة أشهر عند 96.26، ويتجه المؤشر لتسجيل خسارة أسبوعية عميقة بـ 3.0%، إلا لو حصلت تغيرات مفاجئة عقب إصدار تقرير الوظائف في نهاية اليوم.
صعدت العملة الخضراء 0.16% أمام اليورو إلى 1.1190، غير بعيدة عن قاع ثلاثة أشهر آخر عند 1.1236، بينما تقدمت 0.23% أمام الجنيه الاسترليني إلى 1.4556، وارتفع الدولار بالكاد أمام الين الياباني إلى 116.82 بربح ضئيل 0.06% لليوم، غير بعيد عن قاع أسبوعين تم لمسه البارحة عند 116.52.
سجلت الأسهم الآسيوية نتائج مختلطة في تداولات اليوم، حيث تدهور مؤشر نيكي الياباني 1.50% لقاع أسبوعين عند 16,819 بسبب قلق المستثمرين من قوة الين المفاجئة أمام الدولار وتأثير ذلك على أرباح المصدرين، بينما تراجعت الأسهم الأسترالية 0.1%، ولكن في سياق مناقض، صعد مؤشر شانغهاي الصيني 0.24%، بينما قفز مؤشر هانج سنج لهونج كونج 0.60%.
سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية أرباحا متواضعة في نهاية تداولات الخميس، مدعومة بأرباح شركات الطاقة عقب ارتفاع أسعار النفط البارحة، ليغلق مؤشر داو جونز الصناعي بارتفاع ثمانين نقطة، أو 0.49% عند 16,416، بينما ربح مؤشر نازداك المجمع خمس نقاط، أو 0.12% إلى 4,509، وأضاف مؤشر ستاندر آند بورز ثلاث نقاط، أو 0.15% لينتهي عند 1,915.
ينتظر المستثمرون سلة من البيانات بالغة الأهمية اليوم، فمن الولايات المتحدة، تقرير الرواتب غير الزراعية ليناير من المخمن إظهاره لـ 190,000 وظيفة جديدة، مقارنة بإضافة ديسمبر بـ 292 ألف، مع ملاحظة أن أي مفاجأة إيجابية في التقرير ستدعم الدولار المحاصر حاليا.
من كندا، معدل البطالة من المتوقع عدم تغيره في يناير عن ديسمبر عند 7.1%، مع ملاحظة أن الدولار الكندي تمتع بأرباح ممتازة في الأيام الأخيرة أمام نظيره الأمريكي، مرتفعا لقمة شهرين يوم الخميس، لذا أي نتيجة مماثلة للتوقعات أو أفضل ستحافظ على الزخم الإيجابي له.