عانت أسعار السلع في تداولات اليوم بتأثير حزمة من بيانات التصنيع السلبية حول العالم، بالإضافة إلى مخاوف تباطؤ النمو العالمي، خاصة من الصين، عقب انكماش نشاط القطاع التصنيعي هناك بأسرع درجة في أكثر من ثلاثة أعوام، بينما هوى نفس القطاع في الولايات المتحدة للشهر الرابع على التوالي، كما أحبطت بيانات التصنيع الأوروبية المستثمرين أيضا، ما رسم صورة عامة غامقة للاقتصاد العالمي في بداية فبراير.
بالنسبة لأسعار النفط، قائمة السوالب تتضاعف مقارنة ببقية السلع، عقب أن انخفضت آمال اتفاق روسيا والسعودية على خفض إنتاج النفط بـ 5% لكل منهما، بينما أدت توقعات الطقس في أمريكا بشتاء أقل برودة من المتوقع إلى رفع مخاوف ضعف الطلب على طاقة التدفئة في الشهور القادمة، لتخسر العقود الآجلة لخام برنت 74 سنت، أو 2.18%، متداولة عند 33.50 دولار للبرميل، بينما هوت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي ثمانين سنتا، أو 2.53% إلى 30.84 دولار للبرميل، مقتربة من حاجز الثلاثين دولار مجددا.
لم تكن أسعار المعادن أكثر حظا، حتى الثمين منهم عانى من خسائر، حيث تراجعت العقود الآجلة للذهب دولارين، أو حوالي 0.20% إلى 1,126 دولار للأوقية، بينما تخلت العقود الآجلة للفضة عن 6 سنت، أو 0.40% لتتداول عند 14.28 دولار للأوقية، بينما النحاس، معدن صناعي بالغ الأهمية، هبط 0.60% إلى 2.050 دولار للرطل.
بالنسبة لأسواق البورصة الآسيوية فالنتائج كانت مختلطة إلى حد ما، حيث قفز مؤشر شانغهاي الصيني 2.23% بفضل إغلاق المضاربين لوضعيات البيع الخاصة بهم، كما يأمل المستثمرون في المزيد من إجراءات التحفيز من الحكومة عقب البيانات السلبية الأخيرة، بينما سجلت بقية الأسواق الآسيوية خسائر مديدة، ليتدهور مؤشر نيكي الياباني 0.90%، في حين تراجعت الأسهم الأسترالية واحدا في المئة، وخسر مؤشر كوزبي الكوري 0.40%، بينما انخفضت أسهم هونج كونج 0.83%.
أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية بدون تغيرات كبيرة في تداولات الاثنين، حيث أن انهيار أسهم الطاقة عقب تدهور أسعار النفط تم تعويضه بالمكاسب الجيدة التي حظت بها شركات التقنية، خاصة ألفابيت (الشركة الأم لجوجل)، والتي قفزت أسهمها عقب ارتفاع أرباح الربع الرابع من العام عن المتوقع، ما جعل ألفابيت الشركة الأكبر في الولايات المتحدة للمرة الأولى في تاريخها بقيمة أكثر من 550 مليار دولار، آخذة هذا اللقب من شركة أبل المتهالكة حاليا.
خسر مؤشر داو جونز 17 نقطة، أو 0.10%، منتهيا عند 16,449، بينما أضاف مؤشر نازداك المجمع، والذي يحظى بالكثير من شركات التقنية بداخله، ست نقاط، أو 0.14%، مغلقا عند 4,620، وأخيرا، انخفض مؤشر ستاندر آند بورز أقل من نقطة واحدة إلى 1,939.
ينتظر المستثمرون سلة من البيانات الهامة اليوم، فمن بريطانيا، مؤشر مدراء المشتريات للبناء من المتوقع قدومه عند 57.6 في يناير، متفوقا كالعادة على بقية قطاعات الاقتصاد، وقرب مستوى قراءة ديسمبر بـ 57.8، ما سيكون إيجابيا للجنيه الاسترليني.
من ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من المخمن انخفاض معدل البطالة بسبعة آلاف في ديسمبر، مستمرا في رحله تراجعه الأخيرة، بينما من المتوقع قدوم معدل البطالة لكل منطقة اليورو عند 10.5%، تماما مثل قراءة نوفمبر، مع ملاحظة أن أي تراجع ملحوظ أو مفاجئ لمعدلات البطالة سيساعد اليورو في تداولات اليوم.